.مرحباً بكم في أولى حلقات با للغة العربية
– أنا إسمي هلا منصور صاحبة شركة بوردوه والكنج تورز وهي شركة متخصصة في مجال الإرشاد السياحي بفرنسا.
الأشخاص الذين يحالفهم الحظ لزيارة فرنسا، عادةً ما يقضون معظم وقتهم في زيارة العاصمة باريس مدينة النور، الثقافة والفنون، والموضة. والتي من من أهم معالمها الشانزيليزيه وبرج إيفل. أما اليوم، وبما إنني مرشدة سياحية سأقدم لكم لمحة سريعة عن تاريخ إحدى أهم مدن فرنسا، وهي مدينة « بوردو » حيث أعيش فيها منذ نحو ١٥ سنة.
– يمكننا تقسيم تاريخ بوردو إلى ٤ فترات زمنية:أولاً:
العصر القديم الفترة الرومانية
ثانيا: العصور الوسطى، حيث كانت بوردو مدينة انجليزية لمدة ٢٩٩ سنة.
ثالثا: العصر الذهبي في القرن الثامن عشر، حيث روعة وجمال الهندسة المعمارية.
و رابعا العصر الحديث، وهذا ما سوف أحدثكم عنه الآن:
* تُعتبر بوردو بضواحيها سادس أكبر مدن فرنسا بعد كل من؛ باريس، ليون، مارسيليا، ليل وتولوز. يبلغ عدد سكان مدينة بوردو ٢٥٠ ألف نسمة، بينما يزيد عدد سكان الضواحي قليلاً عن المليون نسمة.
السيد آلان جوبي، الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء فرنسا إبَّان رئاسة جاك شيراك للبلاد، تولّى منصب عمدة بوردو منذ عام ١٩٩٥ وحتى ٢٠١٩.
استطاع جوبي أن يغير ملامح المدينة بالكامل. لكي يربط المدينة بضواحيها قام بإنشاء عدة خطوط للترام. لذلك اضطر السكان، ولمدة ثلاث سنوات من ٢٠٠١ إلى ٢٠٠٤، إلى التعايش مع أعمال الحفر والتكسير وانتشار الأتربة و ركام المخلفات أثناء تنفيذ المشروع الكبير.
وفي النهاية كانت النتيجة مذهلة حقَّاً: تم افتتاح الثلاثة خطوط الأولى في بداية عام ٢٠٠٤، بينما افتُتِح الخط الرابع في أواخر ٢٠١٩. لذلك فإن السكان في بوردو ليس لديهم مشكلة ازدحام السيارات، لأن معظمهم يستخدمون الترام كوسيلة نقل عام ذات أولوية.
يتوفر الجمال في تصميم الترام فأنت تراه أنيق، جميل وكأنه يضحك لك.
مما يثير الإنتباه أيضاً، وللمحافظة على جمال المدينة أننا لا نرى أي أثر لكابلات الكهرباء المعلَّقة التقليدية لتسيير الترام. كيف ذلك إذن؟ عادةً يوجد قضيبان في أي خط سكة حديد، إلا أن « آلستوم » وهي الشركة المصمِّمة للمشروع قد قامت بإضافة قضيب ثالث في المنتصف ليكون مصدراً للطاقة الكهربائية. بفضل هذا، فإننا نجد دائرة قطرها ١٢ كم خالية تماماً من الكابلات العلوية مما يحافظ على جمال منطقة وسط المدينة.
من جهة أخرى، لقد جعل جوبي من بوردو مدينة للمشاة، بمسافة ٤٠ هكتار أو ما يعادل ٩٥ فدان بالطريقة المصرية لحساب المساحات.
توريد السلع للمحال التجارية مسموح به حتى الساعة الحادية عشر صباحاً، غير أنه ممنوع ركن السيارات في الشوارع، لأنه يوجد ساحات انتظار تحت الأرض تتسع لنحو ٦ آلاف سيارة. هكذا أتاح جوبي لسكان بوردو فرصة للاستمتاع بمدينتهم كيفما يشاؤون.
على صعيد آخر، كانت واجهات المباني في بوردو مغطاة بالسواد، فهي من الحجر الجيري المأخوذ من المحاجر المحلية، وهو يمتص بشدة الأدخنة، والغازات المنبعثة من عوادم السيارات والسفن. لكن ماذا فعل جوبي للتغلب على هذه المشكلة؟؟ لقد أجبر السكان على غسل وتنظيف الواجهات على عدة مراحل باستخدام رشاشات مياه ذات ضغط عالي، مقابل تخفيض ضريبي قدره ١٠%.
وها هو جوبي يقوم أخيراً بتجديد « متنزه » على ضفاف النهر. لقد كانت بوردو ميناءاً صناعياً حيث يوجد الكثير من المستودعات. قام جوبي بهدم ١٢ من إجمالي ١٨ مستودع وأقام بدلا منها الحدائق والنوافير من أجل راحة ومتعة المواطنين.
كنتيجة لكل تلك الجهود، كان تسجيل بوردو من قِبَل اليونيسكو في عام ٢٠٠٧ كمدينة للتراث العالمي. ١٨١٠ هكتار أو ٤٣٠٠ فدان مسجلة كموقع تراثي في اليونيسكو، مثلها في ذلك مثل براغ وفينيس.
أنا في انتظاركم في بوردو.
أراكم على خير .. مع السلامة 🙂
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.